تفريغ الندوة الكبرى للدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه

تفريغ الندوة الكبرى للذب عن ام المؤمنين
عائشة رضى الله عنها وعن ابيها والصحابه اجمعين
بحضور كوكبه من ابائ ومشايخى
علماء الدعوه السلفيه بالثغر الاسكندريه كلا من.....
الندوة السلفية الكبرى للذب عن أم المؤمنين عائشة " رضى الله عنها " بحضور مشايخ وعلماء ودعاة الدعوة السلفية بالاسكندرية ، بتاريخ 27 من شوال 1431 ه ـ ، الموافق 5 من أكتوبر 2010 بمسجد الإحسان بمنطقة الناصرية القديمة ، بحى العامرية
وقد شارك فى الندوة كل من :
فضيلة الشيخ الدكتور / محمد إسماعيل المقدم
فضيلة الشيخ الدكتور / سعيد عبدالعظيم
فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد فريد
فضيلة الشيخ الدكتور / ياسر برهامى
الشيخ / شريف الهوارى
الشيخ / محمود عبدالحميد
الشيخ / على حاتم
الشيخ / سعيد السواح
الشيخ / حسن عمر
الشيخ / عبدالمنعم الشحات
الشيخ / عصلم حسنين
الشيخ / سعيد محمود
الشيخ / إبراهيم زيدان
الشيخ / أبوبكر الجرارى
الشيخ / يونس مخيون
وقد تم تفريغ الندوة حصرياً لموقع شبكة طريق السلف

الندوة الكبرى للدفاع عن أم المؤمنين عائشة
مقدمة الشيخ محمد إسماعيل المقدم :
وبادئ ذي بدء نحن نتحفظ أو نتحرج من كلمة الدفاع أو تبرأة أم المؤمنين ، لأن أم المؤمنين رضي الله عنها لا تحتاج تبرأة بعد أن نزل الوحي الشريف بتبرأتها وقطع ببراءتها ومما رماها به من رماها من هؤلاء الخالفين ، ونقطع بأن من رمى أم المؤمنين بما برأها الله منه فهو كافر قطعاً مكذب للقرآن الكريم .
لكن كل الذي يهمنا ونريد أن يعرفه جميع المسلمين هو أنه بالله ووالله وتالله وبكل أدوات القسم التي خلقها الله لا يمكن أن يكون الدين الذي عليه الرافضة هو الدين الذي نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يمكن لأي دارس لمصادرهم أن يقول أن هذا هو الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى .
كما حررنا عمر بن العاص من الشرك والوثنية والتثليث كذلك حررنا صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى من الإلحاد العبيدي الباطني الذي ساد مصر ، ولولا حركة صلاح الدين الأيوبي فالله تعالى أعلم ما كان الحال في مصر إذا بقيت تحت سلطان هؤلاء الفاطميين الملاحدة . ظاهرة التصدي لظاهرة التشيع في مصر رغم أنها شبه محدودة إلى الآن لاكنها تمثل نتوءاً طائفياً يهدد السلم في هذه البلد وينذر بمشاكل ومصادمات ومواجهات مع جماهير السنة بمصر .
مقدمة الشيخ سعيد عبد العظيم :
وكل إناء بما فيه ينضح ، وإلا فما المتصور من أمثال هؤلاء إلا الطعن
هذا متصور من أعداء الإسلام والمسلمين ، ولربما معنا مسلك جس النبض كما يقولون وينظرون ماذا نفعل إذا ما طعنوا مثلاً في النبي صلى الله عليه وسلم ، هي حسابات يخضعونها لدراسات ومراكز ومؤسسات تخضع ردود الأفعال للدراسة .
فما هو سلوكنا تجاة شتم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وما هي ردود الأفعال .
قضية آل البيت قضية مهمة .
نحن في الصلاة نقول : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد " فبركات حلت على آل البيت ، عدد كثير موجود له حق حتى في الدعوة لابد من تركيز وتقديم وتأخير فأنا سأركز على آل البيت ابتداءاً ، قضية مهمة كبيرة جداً فيها تعظيم للحرمات وللشعائر وللشرائع وفيها رد على الشيعة الغلاة ، وإلا فأنا عندما أقف على هذه الأرضية وهم دائماً ما يلوحون لعوامل البشر بآل البيت وأنهم هم الذين يحبون آل البيت وكأنك أنت لا تحب آل البيت ، بدليل أنهم يتمسكون ويتكلمون عن عصمة آل البيت وبعض الأغرار ينطلي عليهم القول والكلام .
مقدمة الشيخ / أحمد فريد :
عائشة رضي الله عنها كانت أعلم النساء ، بل لو جمع علم كل النساء ما يوازي علم عائشة رضي الله عنها .
قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
طبعاً عائشة رضي الله عنها كانت تجمع إلى هذا العلم الطيب العبادة والطاعة لله عزوجل .
وهي كانت لها عبادة كثيرة جداً ، وهي مكثت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنوات ، فهو بنى بها وعمرها تسع سنين ومات عنها وعمرها ثماني عشر سنة ومكثت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين .
وحصلت منه علماً كثيراً .
نسأل الله أن يجمعنا مع أمنا عائشة وسائر أمهات المؤمنين ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
مقدمة الشيخ ياسر برهامي :
لابد أن نعلم من هم هؤلاء الذين نتكلم عنهم من الشيعة
ويمكن أن نذكر مختصراً ، نقول أن المذهب الشيعي بمذاهبه المتعددة وطبقاته المختلفة بذرة يهودية في أرض مجوسية على طريقة النصرانية .
تفضيلهم على الأنبياء منصوص عليه ، والنقل الذي ذكره الشيخ محمد رحمه الله : يقول الخوميني في الحكومة الإسلامية ص 52 : " فإن للأمة مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون ، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وبموجب ما لدينا من الروايات فإن الرسول الأعظم والأئمة كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله ، وقد قال جبرائيل كما ورد في رواية المعراج : لو دنوت أنملة لاحترقت ، وقد ورد عنهم عليهم السلام أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، ومثل هذه المنزلة موجودة لفاطمة الزهراء عليها السلام "
هذا بعض النقول وهي أكثر من ذلك تدل على ما يعتقدون من الغلو الذي يصل إلى حد التأليه وهذا شرك في الأسماء والصفات وفي الربوبية وفي الإلوهية لأنهم يصرفون لهم أنواع العبادات ويسجدون لأضرحتهم ويدعونهم من دون الله سبحانه وتعالى .
فضيلة الشيخ / محمد إسماعيل المقدم
مَا شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَانــــــــــي *** هُدي المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانـي
إنِّي أقول مُبَيِّناً عن فَضْلِـــــــــــها *** ومُتَرجماً عن قوْلــــــــها بلِسَاني
يا مُبْغضي لا تَأْت قَبْرَ محمــــــــَّدٍ *** فالبَيْتُ بيتي والمَكانُ مَكانـــــــي
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمّـــــَدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعـــــــــاني
وَسَبَقْتُهُن إلى الفَضَائِل كُلّـــــــــــها *** فالسَّبْقُ سَبقي والعِنَـــــانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وَمَاتَ بين تَرَائِبِـــــي *** فاليَوْمَ يَوْمي والزَّمانُ زَمانـــــي
زَوْجي رَسولُ الله لَمْ أرَ غَيـــــــْرَهُ *** اللــه زَوَّجَني بـه وحَبَانــــــــــي
وأتاهُ جِبريلُ الأمينُ بِصُورتـــــــي *** فَأحَبَّني المُخْتَار حِينَ رَآنــــــــي
أنا بِكْرُه العَذْراءُ عِنْدي ســــــــــِرُّهُ *** وضَجيعُهُ في مَنْزِلي قَمَــــــرانِ
وَتَكَلَّمَ اللهُ العـــظيمُ بِحُجَّتــــــــــــي *** وَبَرَاءَتِي في مُحْـــــــــكَمِ القُرآنِ
وَالله خَفَّرَني وَعَظَّمَ حُرْمــــــــــَتِي *** وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِـــــــــــــي
والله في القــــُرآنِ قد لَعَنَ الـــــذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ بالقَبيح رَمانـــــــــي
والله وَبَّخَ مَنْ أرَادَ تَنَقُّصــــــــــــي *** إفْكاً وسَبَّحَ نَفسَهُ في شانـــــــــي
إنّي لمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَـــــــــــةٌ *** ودليلُ حُسْنِ طَهَارتي إحْصــاني
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتِمِ رُسْــــــــلِـــه *** وَأَذَلَّ أَهْلَ الإِفْكِ والبُهـــــــــــتانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ الله عِنْدَ مُحَــــمَّـــدٍ *** من جِبَرَئيلَ ونُورُه يَغْشانــــــــي
أَوْحَى إِلَيْهِ وَكُنْتُ تَحتَ ثِيابِــــــــهِ *** فَحَنَا علـــــــــــــيَّ بِثَوْبِهِ وخَبَّاني
مَنْ ذَا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُـحْبَتـــي *** ومُحَمَّدٌ في حِــــــــــجْرِه رَبَّاني؟
وأَخَذتُ عن أَبَوَيَّ دينَ مُــــحَمَّــــدٍ *** وَهُمَا على الإِسْلامِ مُصـــْطَحِبَانِ
وأبي أَقامَ الدِّين بَعْدَ مُحــــــــَمَّــــدٍ *** فَالنَّصْلُ نصْلي والسِّنَان سِـــناني
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلَافَةُ في أبــــي *** حَسْبِي بِهَذَا مَفْخَراً وَكَفانـــــــــي
وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صَاحِبِ أَحْمَــــدٍ *** وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإِعـــــــــلانِ
نَصَر النبيَّ بمالِهِ وفِعـــــــــــالِـــه *** وخُرُوجِهِ مَعَهُ في الأوطـــــــــانِ
ثَانيه في الغارِ الذي سَدَّ الكُـــــوَى *** بِرِدَائِهِ أَكْرِم بِهِ مِنْ ثــــــــــــــانِ
وَجَفَا الغِنى حَتَّى تَخَلَّل بالعـــَبَـــــا *** زُهداً وأَذْعَنَ أَيَّما إِذْعَـــــــــــــانِ
وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلائِــــــكَةُ السَّمـــــا *** وأَتَتْهُ بُشرى اللهِ بالرِّضْــــــــوَانِ
وهو الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَــة لائـــــمٍ *** في قَتْلِ أهْلِ البَغْيِ والعُــــــدوانِ
قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاة بكُفْرِهِــــمْ *** وأَذَل أَهْلَ الكُفر والطُّغيــــــــــانِ

الندوة الكبرى للدفاع عن أم المؤمنين عائشة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدم الندوة فضيلة الشيخ / شريف الهواري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاة .
أيها المسلمون عباد الله ، أهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء التارخي الهام ، والذي نلتقي فيه مع علماء ومفكري هذه الدعوة المباركة ومربيها الأفاضل .
أهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء للدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها ، بل قل دفاعاً عن ديننا وعن كتاب ربنا وعن نبينا صلى الله عليه وسلم وعن سنته المطهرة وعن أصحابه الكرام الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى لصحبة نبيه وإقامة دينه .
وإن آلمني وآلم جميع أهل السنة والجماعة هذا الاعتداء الغاشم وهذا الطعن الذي سمعتهم في أمنا رضي الله عنها وأرضاها ، لما لا وهو طعن في كتاب الله عز وجل ، وهو طعن في نبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو طعن في أصحابه الكرام بل هو طعن في جميع أهل السنة والجماعة .
غير أنني أقول لكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم ، بل لعلي أجزم أنه هذا من بركات آل أبي بكر رضي الله عنهم وأرضاهم ، وصدق والله أسيد ابن الحضير في تلك الغزوة التي تعرفونها لم خرجت رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقط عقدها وندب الصحب الكرام للبحث عنه وحبس المسلمون ونفد الماء وتأزم الموقف ونزلت تلك الآية المباركة آية التيمم { فلم تجدوا ماءاً فتيمموا صعيداً طيباً } قال لها أسيد آنذاك رضي الله عنها وأرضاه : " إن هذا من بركاتكم آل أبي بكر ، جزاك الله عنا خيراً يا أم المؤمنين ، فما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله تبارك وتعالى لك منه فرجاً ومخرجاً وجعل للأمة فيه بركة "
أقول والله إن هذا من بركات آل بكر رضي الله عنهم وأرضاهم .
ومن أول هذه البركات أننا نقول أن هذا في موازين حسناتها رضي الله عنها ولرفعة درجتها عند الله تبارك وتعالى .هذا الذي تكلم به هذا الخبيث * ياسر البغيض * الذي تولى كبر هذا الطعن وأزاعه وأشاعه ، أقول هو من بركات آل أبي بكر أيضاً لأنه كشف النقاب عن حقيقة الشيعة الروافض والذين كادوا أن يخدعوا الكثير والكثير من المسلمين حتى أننا سمعنا من ينادي من المسلمين بل مع الأسف من العاملين في حقل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ينادي بالتقارب مع الشيعة وسمعنا من يزعم أنهم مذهب خامس وأنهم لا يختلفون معنا في أي شيء من أمور العقيدة ، وكذبوا والله .
نعم هذا كله لا يخفى عليكم واضح جلي ظهر من بركات آل أبي بكر .
كذلكم مما هو من بركات أبي بكر هذا اللقاء التاريخي والذي سيسجله التاريخ لهذه الدعوة المباركة ولعلمائها الأجلاء الأفاضل حماة العقيدة والشريعة معاً وهم والله صمام الأمان بل هم والله الخيار الاستراتيجي للحفاظ على العباد والبلاد ، نقولها بصراحة مدوية في أعماق التاريخ تشهد أن هؤلاء الدعاة الأفاضل الكرام هم حماة العقيدة والشريعة وهم صمام الأمان والخيار الاستراتيجي للحفاظ على البلاد والعباد ، جزاهم الله عنا خير الجزاء ، أن جاءوا إلينا في هذا اللقاء التاريخي الهام المرتقب الذي تنتظره الأمة في مشارق الأرض ومغاربها ، لأن هم أول من تكلم عن حقيقة الشيعة أبان تلك الثورة التي تعرفونها جيداً وبينوا زيفها وانحرافها العقدي وبوضوع وبجلاء ، ولكن كان ما كان عندها لو تذكرون ، والحمد لله لازالوا على مبدأهم ثابتين راسخين جزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء
ندعوا الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا الجمع المبارك وهذا اللقاء التاريخي في موازين حسناتهم وأن ينفعهم به يوم لقي المولى تبارك وتعالى .
أحبتي الكرام :
إن أول الكلمات التي ستسمعونها بإذن الله تبارك وتعالى في هذا اللقاء التاريخي لشيخنا المفضال أستاذ الأساتذة / محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى وبارك في علمه ونفع به البلاد والعباد ، وهذه الكلمة ستكون بعنوان استراتيجيات مواجهة الشيعة وتركز على هذا المعنى .
أقول لأحبتي في الله أنصتوا وتدبروا لأننا في أمس الحاجة لجمع الجهود والطاقات والإمكانيات والأوقات لأننا نواجه عدو خطيراً من وراءه دولة بأجهزتها التي لا تخفى عليكم ،ومنها هذا الجهاز الإعلامي الخبيث المقروء والمسموع والمرئي والذي غزى الدنيا بعرضها ،ولكونهم يتقنون التقية والتعريض والتدليس والتزيين والإغراء ، وعندنا معاشر أهل السنة والجماعة من الضغف لبعض الثغور كثغر الفقر والحاجة وكثغر الصوفية وكثرة الجهل وعدم معرفة عقائد القوم على حقيقتها . إن هذا من الخطورة بمكان فأنصتوا إلى شيخنا جزاكم الله خيراً ليبين لكم كيفية مواجهة المد الشيعي الخطير الذي بدأ يتسرب من تلك الأبواب التي أشرنا ومن غيرها
أنصتوا لشيخنا وتدبروا المعاني واحفظوها ووعوها وبلغوها
فليتفضل شيخنا جزاه الله عنا خير الجزاء .
فضيلة الشيخ / محمد إسماعيل المقدم . حفظه الله
الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهم الأحزاب وحده .
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، رسوله الذي هدى به الأنام وكشف به شبهات الأوهام وعلى آله الطيبين الأطهار وأصحابه المجاهدين الأبرار الذين أغاب الله بهم الكفار وبسط بهم رحمته في جميع الأقطار
ثم أما بعد ،،
فإن أمتنا في هذه الظروف تقف على مفترق طرق وتتعرض للصمود أمام إجابة لهذا السؤال أن نكون أو لا نكون .
فالطعنات تتراً في ظهرها من كل حاقد ومن كل خائن
ومصر التي شرفها الله تعالى بالإسلام ، والتي كان أسعد يوم في تاريخها كله هو يوم الفتح الإسلامي حينما أتى عمر بن العاص رض الله تعالى عنه وصحبه الكرام المجاهدين وعلى أيديهم أشرقت أرض مصر بنور ربها وأعزها الله تعالى بالإسلام .
نترحم أو نترضى عن عمر بن العاص رضي الله عنه وعن أصحابه الأبرار ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون جميع حسنات جميع المصريين منذ ذلك الفتح المبارك إلى أن تقوم الساعة في ميزان هؤلاء الرهط الكرام فجزاهم الله عنا خير الجزاء
كما حررنا عمر بن العاص من الشرك والوثنية والتثليث كذلك حررنا صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى من الإلحاد العبيدي الباطني الذي ساد مصر ، ولولا حركة صلاح الدين الأيوبي فالله تعالى أعلم ما كان الحال في مصر إذا بقيت تحت سلطان هؤلاء الفاطميين الملاحدة
من هذه الطعنات المتوالية في ظهر هذه الأمة ، ونذكر بأننا ما نتكلم إلا دفاعاً ، فهذا الموقف سواء في قضية الشيعة أو في قضية الأقباط إنما نحن في موقف الدفاع وللأسف الشديد هؤلاء لا يكفون عن النيل من مقدساتنا وعقيدتنا بل وحتى مبدأ وجودنا فإذا بنا نستمع من يقول إن المسلمين في مصر غرباء عن هذه البلاد وأنهم ضيوف ثقلاء طالت إقامتهم ما يزيد على أربعة عشر قرناً
من هذه الطعنات تطاول ذلك الرافضي الخبيث على أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها
وبادئ ذي بدء نحن نتحفظ أو نتحرج من كلمة الدفاع أو تبرأة أم المؤمنين ، لأن أم المؤمنين رضي الله عنها لا تحتاج تبرأة بعد أن نزل الوحي الشريف بتبرأتها وقطع ببراءتها ومما رماها به من رماها من هؤلاء الخالفين ، ونقطع بأن من رمى أم المؤمنين بما برأها الله منه فهو كافر قطعاً مكذب للقرآن الكريم
نقول أن عائشة لا تحتاج إلى دفاع ولا تحتاج إلى تبرأة ، فقد أغناها دفاع الله سبحانه وتعالى عن كل دفاع ويجب أن يسكت كل لسان عن أي دفاع بعد أن أنزل الله سبحانه وتعالى في حقها ما أنزل .
لكن نلفت النظر إلى أسلوب علماء أهل السنة والجماعة أئمة الحديث في التعامل مع مثل هذه القذائف التي لا تتوقف منذ خلق الله أهل الرفض والتشيع .
فقد امتاز منهج أهل السنة والحديث في مواجهة أعداء الصحابة إذا سبوا الصحابة رضي الله عنهم أن يتفاعلوا مع ذلك عن طريق إشاعة فضائلهم ومناقبهم رضي الله عنهم أجمعين .
كانوا دائماً يواجهون هذا الهجوم بالكلام على فضائلهم .
أول أمس صدرت فتوى من / علي خامني . مرشد الثورة الإيرانية يقول فيها : " يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوج النبي بما يخل بشرفها ، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصاً سيدهم الرسول الأعظم "
فرح بعض الناس بهذه الفتيا من علي خامني ربما لأنهم ليس لهم خبرة في التعامل مع تقية الرافضة ونفاقهم وكذبهم .
فمن ثم نوجه لخامنئي أسئلة غير بريئة في الحقيقة لأنها ليست أسئلة حقيقية ننتظر منه جوابها وإنما نقصد منها أن يستحضر المسلمون نفاق ودجل وتقية هؤلاء المجرمين الظالمين .
السؤال للخميني أوا لخامنئي :
السؤال الأول : هل يمكن أن يصرح خامنئي تصريحاً قاطعاً بأن عائشة أم المؤمنين مؤمنة ؟!
هل يستطيع أن يصرح بأنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ؟
الجواب معروف لأنهم يكفرون أم المؤمنين ويحكمون بكفرها ، وأيضاً هم يتطاولون على زوجات الأنبياء كزوجة نوح عليه السلام بخلاف ما يظهره هنا من كلامه " ممتنع عن زوجات الأنبياء "
لماذا تأخر صدور هذه الفتيا لمدة شهر تقريباً منذ أن تطاول ياسر الحبيب على عرض أم المؤمنين ؟
ماذا يقول خامنئي ونسألة ما حكم من قذف أم المؤمنين مما برأها الله منه ؟
ولماذا لم يقطع بكفره وردته ؟
وماذا سيفعل خامنئي بآلاف المراجع الشيعية المعتمدة المتخمة بالنصوص المنسوبة للأمتهم كذباً وزوراً في تكفير الصحابة في سبهم ولعنهم والكذب عليهم ؟
وماذا يرى في الموقف من هذه الكتب التي لا تزال تحتوي هذا السب واللعن والتكفير ، فهل سيفتي بإحراقها ؟ هل سيفتي بوجوب تنقيحها ؟ هل سيفتي بحذف هذه الأخبار المسيئة منها ؟
وما الذي يضمن لنا أن هذا التصريح هو من باب التقية ومن باب ذر الرماد في العيون ؟
وإذا كانت هذه الفتيا صادرة عن خامنئي عن غير تقية وهو صادق فيها خصوصاً في قوله : " يحرم النيل من رموز إخواننا السنة " فإذا كان الأمر صادر عن غير تقية فلماذا لم يأمر خامنئي بهدم قبر أبي لؤلؤة المجوسي الذي قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟
وعمر هو الرجل الثالث في الإسلام وهو من أعظم رموز الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبي بكر ويليهم عمر رضي الله عنه ، فهو من أعظم رموز أهل السنة والجماعة ومع ذلك يقيمون يوم استشهاده رضي الله عنه احتفالاً بهذه المناسبة عند الضريح الموجود في إيران والتي تنفق عليه الحكومة الإيرانية ملايين الدرلارات سنوياً ويسمون هذا اليوم ـ فرحة الزهراء ـ أو ـ عيد بابا شجاع الدين ـ احتفالاً بأبي لؤلؤة المجوسي .
لقد كانت أحد شروط مصر لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران هو أن تغير إيران اسم شارع في وسط طهران كان يحمل اسم " خالد الإسلامبولي " الذي اغتال السادات .
وبعد وقت طويل استجابت إيران لهذا الشرط وغيرت اسم الشارع .
فهل يعقل أن يكون في إيران مزار لقاتل سيدنا عمر وهي تريد أن يثق أهل السنة بها ؟ فكان مما يتوجب على خامنئي ومن يلوذون به أن يأمروا بهدم قبر أبي لؤلؤة المجوسي إن كانوا صادقين لأن هذا نيل من رمز عظيم جداً من رموز أهل السنة والجماعة .
إذا كان القاسم المشترك بين سلمان رشدي صاحب الآيات الشيطانية وبين ياسر الحبيب هو سبهما لأم من أمهات المؤمنين والطعن في عائشة رضي الله عنها فلماذا لم يفتي خامنئي بوجوب قتل ياسر الحبيب كما أفتي الخوميني بوجود قبل سلمان رشدي ؟
لماذا قالت الفتوى إن كان صادقاً من الإجابة على هذا السؤال ؟
وفي الحقيقة أن الخوميني كان يستثمر فقط في عادة الشيعة الموقف من أجل حصاد تعاطف من أهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها مع دعوته ، وإلا فلا يكاد يوجد فرق بين سب الخوميني للصحابة ولأمهات المؤمنين ولعنهم وبين تطاول سلمان رشدي ، وآية ذلك ما يقع من الرافضة من سب أم المؤمنين رضي الله عنها خصوصاً فإنها تحظى بأعظم قدر من عداوتهم بعد عداوتهم لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
ننتقل للمحور الأساس الذي أريد أن أتناوله وأستأذنكم أن أفتتح الكلام حول التسلل الشيعي أو الذحف الأسود على مصر باقتباس من كلام الدكتور فهمي الشناوي طبيب مصري كان يعالج الخوميني .
ألقى هذه الكلمة أثناء محاضرة له في طهران عن أهمية مصر بالنسبة لإيران .
بقي قبل أن نشرع في قراءة هذا النص أو الاقتباس أن نقول أن هذا الدكتور المصري تشيع ودخل في دين الشيعة بعد أن كان مسلماً سنياً .
قال في محاضرته في طهران : " في يوم ما سوف تجد الثورة الإسلامية في إيران السؤال عينه معروضاً عليها للإجابة ، هل تفوز برضى مصر فتكون لها الغلبة وتنطلق عالماً كقوة دولية كبرى أم تفقد مصر فتظل محصورة توصف مرة بأنها مجرد ثورة داخل الفكر الشيعي ومرة بأنها ثورة جنس الفرس ؟ إن عملية اختراق الحصار العربي إنما تبدأ من مصر . وعملية السباحة عبر المحيط العربي إنما تبدأ من مصر ، لأ لأهمية مصر بين العرب فحسب ولكن للأهمية الاستراتيجية لمصر في اللعبة الدولية ، ولأنه إن مالت مصر مال العرب "
إذن هذا الكلام يعكس من وجهة نظره أهمية مصر لإيران ، وكيف أنه أهم أحد السباب الداعية إلى الحرص الإيراني على اختراق النسيج المصري من خلال التكوين بؤرة شيعية تدور في فلك المذهب الشيعي وتأتمر بأمر الولي الفقيه / آية الله علي خامنئي القابع على عرش الطاووس في طهران تبعاً لإيمانها لولاية الفقيه .
الأمر الذي يهدد الدولة بقيام دولة داخلها
ولعل ما فعله حسن نصر أمين عام حزب الله في لبنان يعد مثالاً واضحاً على هذا الأمر ، لأن حرب لبنان كما قلنا من قبل أنها حرباً بالوكالة فكان حسن نصر ينفذ الأجندة السياسة لإيران في وطنه في لبنان دون الرجوع لحكومته ضارباً عرض الحائط بما يوصف بأنه سيادتها
مما ورط لبنان وأهله في حرب لم يستعدوا لها وجرت عليهم تدمير النبية الأساسية لبلادهم .
يقول أحد الدكلماسيين الإيرانيين : " لدى طهران شبكة من العملاء والخلايا النائمة مستعدة لزعزعة استقرار هذه الدول إذا ما اقتضت المصالح الإيرانية ذلك "
الأمر بالنسبة لمصر لا يقتصر على الأهداف السياسية الإيرانية فحسب أو حتى استغلال مكانة مصر حضارياً وتاريخياً للعبور منها كقنطرة إلى المحيط العربي أو العالمي دون مشاكل لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية .
يجب ألا نغفل عن العامل العقائدي كواحد من أكبر المحركات السياسة الإيرانية التي تستمد شرعيتها بالتزامها أو من التزامها بنصوص المذهب الشيعي الإثني عشري التي تشير إلى قيام دولة المهدي العالمية للانتقام من أهل السنة ودولهم .
لذلك اعتبر الشيعة أن نجاح ثورتهم هو مبشر لظهور مهديهم الغائب في سرداب سامراء منذ سنة 261 هجرية .
ولذلك تدور السياسة الإيرانية حول هذا الأمر ولا يستحي نجاد مثلاً في الأمم المتحدة أن يخطب ويقول أنهم منتظرون الإمام المهدي المنتظر ، وليس هذا فحسب بل يوجد الآن على النت تسجيل صوتي باسم ... ويبدوا أن لهجة الرجل تدل على أنه كويتي وهو أن الإمام المهدي أرسل من السرداب تسجيل صوتي ويتكلم على الخروج المرتقب واستدل في أثناء الكلام بثلاث آيات من القرآن الكريم لحن فيها كلها ولم يحسن قراءة الآيات .
وهناك برامج وخطط ومراحل وهم يعيشون هذا الوهم بأن هذا المهدي الخرافة الذي لم يولد أصلاً سوف يخرج أليهم وأن تهيئة العالم من أجل خروج المهدي واجب شرعي كما قال الخوميني .
ولذلك دعى مجلس الدفاع الأعلى الإيراني إلى قيام ثورة إسلامية عالمية شيعية طبعاً تشكل الأرض الجيدة لحكومة المهدي ويكون قوامها الحركات والأقليات الشيعية في الدول العربية .
مصر عند الشيعة ليست دولة ظهور فقط ولكنها دولة الانطلاق حول العالمية ولذلك يعقد أحد كبار علماء الشيعة المعاصرين الشيخ علي الكوراني فصلاً عن مصر وأحداثها في عصر الظهور ضمن كتابه " عصر الظهور " حشاة بالروايات المتعددة من كتبهم التي تشير إلى أن المهدي سيجعل من مصر منبراً فيقول : "وقد ورد ذلك في رواية الأسدي عن علي عليه السلام قال : سمعت أمير المؤمنين علياً عليه السلام قال : ثم يسيرون إلى مصر فيصعد منبراً فيخطب الناس "
يعلق على هذه الروايات بقوله : " يفهم من هاتين الروياتين أنه سيكون لمصر في دولة المهدي العالمية مركز علمي وإعلامي متميز في العالم ، خاصة مع قول المهدي : " لأبنين بمصر منبراً " ، وفي رواية : " ثم يسيرون إلى مصر فيصعد منبراً ويصعد مصر وتستقبله هو أوصحابه أرواحنا فداهم " .
إذن المهدي في الحقيقة في التعبير الأدق لا يفتح مصر بل تكون مصر مهيئة لمجيئة وهذا هو الخلفية الاعتقادية وراء الحرص على غرس موطأ قدم للرافضة داخل مصر كي تمهد الطريق للمهدي إذا اتجه ناحية مصر .
إذن الصراع في الحقيقة بين مصر التي هل حامية راية أهل السنة في العالم الإسلامي وبين إيران حاملة راية التشيع لم ولن يكون في يوم من الأيام صراعاً سياسياً من أجل تسمية شارع أو إنتاج فلم بقدر ما هو صراع عقائدي تغذيه نصوص الحقد والكراهية ضد السنة وأهلها وبلادها ومصر على رأسها .
هذه النصوص كلها نصوص قديمة قبل أن تكون لإيران دولة منطلقة من حكمها على كل من عادى الشيعة بالكفر والخروج عن الإسلام وبالتالي استحلال قتله واستباحة ماله إن قدر على ذلك بشرط ألا يقع له ضرر .
يقول مرجعهم المعاصر أبو القاسم أية الله الخوئي : " وتدل الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية "
المحدث يوسف البحراني الرافضية يقول أيضاً : " بل الصريح من الأخبار لاستفاضتها وتكاثرها يكفر المخالف "
يعني أي شخص لا يعتقد بالولاية وبإمامة المهدي فإنه كافر وبالتالي يكفرون كل شعوب أهل السنة .
يقول : " بكفر المخالف وشكره ونصبه وحل ماله ودمع ، كما بسطنا عليه الكلام بما لا تحوم حوله شبهة النقد والإبراهم في كتاب الشهاب الثاقب ، والقول بالكفر هو المشهور بين الأصحاب من علمائنا المتقدين رضوان الله عليهم أجمعين "
وفي الآخر يعطي فتوى فيقول : " لو أمكن لأحد اغتيال شيء من نفوس هؤلاء وأموالهم من غير استلازمه لضرر عليه أو على أحد إخوانه جاز له فيما بينه وبين الله تعالى "
الحقيقة أن هذه مقدمة فقط لأن كثير من الناس لا يعرفون قدر مصر وخطورة مصر .
مصر في الواقع هي مركز الثقل في العالم الإسلامي ، وفي التاريخ كله إما أن تكون مصر سبباً في المشاكل أو المفتاح الوحيد لحل المشاكل .
سبب في المشاكل وكان نموذجه محمد علي لأنه استطاع بقدرات مصر أن يقيم دولة لم يفلحوا أن يقضوا عليها إلا بعد أن تكالبت جميع القوى في الأرض وحطموا له الاسطول بغض النظر عن علمانيته ولكن إشارة إلى الإماكانيات الموجودة في مصر وهذا مما حباه الله به ، حتى يقول الشاعرة محرم :
احفظوها إن مصر إن تضع ضاع في الدنيا تراث المسلمين .
ففي هذه النظرة كثير منا لا يعرف قدر مصر ومن ثم لا نعطي هذا التغلغل وهذا التسلل وهذا التآمر حجمه الذي يستحقه .
مصر بفضل الله تعالى هي التي تمكنت من دحر التتار بعدما اكتسحوا الجهة الشرقية من العالم الإسلامي وأقاموا مذابح بشعة لم يسمع التاريخ بمثلها
مصر التي تصدت للتار وهزمتهم في عين جالوت بقيادة سيف الدين قطز رحمه الله تعالى .
مصر هي التي تصدت للصليبيين حينما توحد الجيش الشامي مع الجيش المصري بقيادة صلاح الدين الأيوبي واستطاعوا دحر الصليبيين وتحرير بيت المقدس
وإن شاء الله تعالى سيدور التاريخ دورته ولا نغتر بأوضاعنا الحالية
وإن شاء الله تعالى تعمل نفس هذه السنة وتكون مصر فعلاً هي حامية أهل السنة والصخرة الكأداء أمام الذحف الأسود بكل طوائفه .
ولذلك يوجد حرص شديد من كل القوى المعادية على اختراق مصر ، ومن لا يقدر على اختراقها بطريقة مباشرة يحاول أن يحوم حول حماها ، مثل الجنوب في السودان فحتى الرافضة تسللوا إلى البوابة الجنوبية في مصر واخترقوا السودان من خلال قنطرة التصوف ومن خلال دعوى حب آل البيت رضي الله عنهم ومن خلال تظاهر الكاذب بنصرة القضايا الإسلامية وبخاصة قضية فلسطين .
والتاريخ يثبت أن الرافضة يتحالفون دائماً مع أعداء الأمة لتحقيق أحلامهم
وهذا فصل طول ، فالنماذج التي كانوا دائماً في كل كل الأحوال ففي أي صراع بين المسلمين وخصومهم كان الرافضة ينضمون إلى الخصوم ضد أهل الإسلام .
تعاونوا مع الإنكليز في الخليج العربي ليكون لهم موطأ قدم في دوله .
فتحت حماية الإنكليز احتلت جيوش رضاخان سنة 1925 منطقة الأحواز العربية القريبة من الخليج التي تطل على الخليج العربي فاحتلتها إيران وهجرت أهلها وفعلت بهم الأفاعيل وهي منطقة عربية مسلمة سنية .
قبل انسحاب بريطانا من الإمارات سنة 1971 بيومين احتلت الجزر الثلاث وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى
تحالفوا مع الإمريكان في العراق وسهلوا احتلال العراق وأبرموا معهم اتفاقات تبيح لهم دوراً فاعلاً في العراق ومنطقة الخليج بعد انسحابهم .
ما فعلوه أيضاً في أفغانستان وطواطئهم ضد مسلمي أفغانستان مما هو معلوم للجميع .
فإذا بالمتشيعين في مصر يستقوون بأقباط المهجر وتبادلون وردة الحب الصافي .
فتجد الود الحميم بين الشيعة الرافضة وبين بعض الأقباط وأيضاً هذا الود مع المنظامت الداعمة للبهائية في مصر .
أيضاً يستقوون بلجنةالحريات في الكونجرس واللجان الحقوقية بالأمم المتحدة للضغط على مصر من أجل تقنين التغلغل والذحف الشيعي في مصر .

أنتقل بسرعة إلى أسباب انتشار التشيع في مصر :
أول هذه الأسباب : التشيع السياسي ، وهذا حدث في ظل انعدام حصانة المجتمع ضد الأفكار الشيعية
هذا التشيع السياسي مناصرة الشيعة في المواقف السياسية او بناءً على المواقف السياسية بغض النظر عن أنهم على دين غير ديننا
كما قلت من قبل كون الشيعة كفار أم مشركين لكن كل ما يهمنا ونريد أن يعرفه جميع المسلمين هو أنه بالله ووالله وتالله وبكل أدوات القسم التي خلقها الله لا يمكن أن يكون الدين الذي عليه الرافضة هو الدين الذي نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم . لا يمكن لأي دارس لمصادرهم أن يقول أن هذا هو الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى . وللأسف الشديد كان للإخوان المسلمين نتيجة إهمالهم لتعلم العقيدة وتعلمها ونتيجة لغلبة الصبغة السياسية على مواقفها مع خواء عقائدي رهيب في شباب الجماعة وقيادتها أيضاً حصل أنها استعملوا كقنطرة مر عليها الغزو الشيعي إلى قلب العالم الإسلامي وسرق منا كثير من شباب أهل السنة بسبب أنهم استعملوا كقنطرة للغزو الشيعي تحت شعار " إن الخلافة بيننا وبين الرافضة خلاف مذهبي في قضايا فرعية لا تمس الأصول وإن هذا خلاف كالخلاف بين المالكي والشافعي والحنبلي في القضايا الفرعية " وهذا كذب صراح ، لا يعذر الإنسان في قوله إلا إذا كان غارقاً في الجهل غارقاً في الانفصال عن الواقع جاهلاً بالتاريخ وجاهلاً بمصادر دين الرافضة .
قد نلتمس العذر لكثير ممن خدعوا بالسراب الإيراني الرافضي في البداية سبب التقية ،ولكن الآن وقد انكشف كل شيء في الفضائيات والإنترنت ومؤلفات ومعارض كتاب ومواقف سياسية تخلوا فيها عن التقية ، فما هو عذر من يبقى ليضلل شباب المسلمين وييسر ويسهل لغزو الأسود والذحف الشيعي داخل بلاد أهل السنة بهذه الحجة أو تلك ؟
النموذج كان واضحاً أيضاً في التشيع السياسي في ظل ما فعله حسن نصر الذي استطاع أن يجند كثيراً من شباب المسلمين وعوام المسلمين بسبب المواقف العنترية التي هي في حقيقتها ما أتت إلا بالضرر على أهل لبنان .
أيضاً : من أسباب انتشار التشيع في مصر أمية الدعاة ، فالدعاة إلا من رحم الله عنده أمية في مجال دراسة عقائد الشيعة وتاريخهم .
فهذا مثل فرصة جيدة اهتبلتها الشيعة لاختراق المجتمع والتأثير فيه .
من أسباب تسلل أو تسهيل الذحف الأسود داخل مصر الدعوة المشؤمة الجاهلة دعوة التقريب بين السنة والشيعة ، وهذا كلام ساذج وكلام السذج .
التقريب حينما يتكلم عنه الشيعة له معنى واحد لا ثاني له بمعنى تقريب السنة إلى الشيعة ولا يمكن أبداً أن يتخذ العكس ، بدليل أنه أقيمت دار بالتقريب في القاهرة ولم تقم دار مماثله مثلاً في طهران .
الشعارات التي قالها بعض المفكرين للأسف الشديد كان لها دور أيضاً في تزيين فكرة التقريب المستحيلة وكل التجارب باءت بالفشل والإحباط .
يقول المرتضى الرضوي : " إن ما ننتظره على خط الوحدة الإسلامية أن ينبثق محيط صالح للتفاهم المشترك لكي نعرض ما لدينا "
يعني يقول أن التقريب والتفاهم المشترك هدفه أن نهدي أهل السنة إلى الدين الحق ونستطيع أن نبشر بهذا الدين
يقول : " لكي نعرض ما لدينا بحيث يسمح لنا ذلك الجو أن نعرض بضاعتنا بعنوان كونها أفضل بضاعة حتى لا يبقى الشيعة في عزلة أكثر وتتفتح أمامهم المواقع المهمة في العالم الإسلامي ثم لا تبقى الأبواب مغلبة امام المعارف الإسلامية " وطبعاً يقصد المعارف الشيعية .
الرئيس السابق قال في كلمته لجموع الحاضرين من الإيرانيين أثناء زيارتهم للبقيع بعد أن حضر مؤتمر الوحدة الإسلامية بمكة المكرمة سنة 1429 يخطب في الإيرانيين ويقول : " لابد من اغتنام الفرصة فالمفاوضات التي تجري حالياً التي تجري حالياً من خلال تبادل الحوار بين المذاهب فرصة ذهبية لنا لنأخذ منها أكبر حظنا في جذب قلوب المسلمين إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام "
فالمحور واضح وهو محاولة فتح كلام عن التقريب والوحدة بهدف الغزو والتسلل إلى قلوب المسلمين .
من أسباب انتشار التشيع في مصر : قنطرة الصوفية
وعلى الرغم من أن هناك بعض طرق الصوفية عنده يقظة ووعي من التسلل الشيعي أو الذحف الأسود كالطريقة الهاشمية الخلواتية إلا أن هناك عدداً آخر من الطرق الصوفية تأبى إلى أن تمثل دور الطابور الخامس للرافضة وتفتح باباً للتغلغل الشيعي في مصر ، لماذا ؟ لاقتراب المبادئ بين الصوفية والشيعة في بعض الحيثيات أو طمعاً في أموالهم ، وخصوصاً طريقة أبي العزائم تحاول أن تستقطب الطرق الصوفية الأخرى كالشبراوية والبرهامية لخدمة المشروع الشيعي في مصر .
فالصوفية هي القنطرة الأسهل بالنسبة للشيعة وهذا يقيده الواقع فللأسف الشديد في السبت في حفل افتتاح أو وضح الحجر الأساس لمبنى مشيخة الطرق الصوفية يقول نائب وزير الأوقاف أن هناك أحاديث تتوعد من يهاجم المتصوفين .
وأنا أول مرة في حياتي أسمع أن هناك أحاديث تهاجم من يهاجم أو تتوعد المتصوفين .
يمكن وضحها الدكتور علي جمعة وقال : " ولقد عجبنا ممن يحاربون التصوف فكانت ليلتهم ظلماء وليلهم أسود من قرن الخروب "
على أي الأحوال التصدي لظاهرة التشيع في مصر رغم أنها شبه محدودة إلى الآن لكنها تمثل نتوءاً طائفياً يهدد السلم في هذه البلد وينذر مشاكل ومصادمات ومواجهات مع جماهير السنة في مصر .
أيضاً هناك تكثيف وتكلف من بعض القيادات الشيعية من بعض الظهور في أجهزة الإعلام باستمرار ويبدي رأيه في كل قضية مثل محمد الدريني وأحمد راسم النفيس لكي يوهموا أنهم لوهم وجود حقيقي في البلد وبدأوا يطالبون بحقوق الأقلية وحقوق المواطنية وبالتالي فتحوا قنوات اتصال مع لجنة الاتصال في الكونجرس والسفارة الإمريكية في مصر ومحاولة تدويل وضعهم بشكل غير قانوني .
فهنا أيضاً صورة من صور الاستقواء بالخارج كما هو معلوم .
الأمثلة كثيرة جداً على أن الرافضة إذا دخلوا قرية أفسدوها :
ما حصل في العراق وما يحدث في باكستان والبحرين واليمن بعدما تحول تنظيم الشباب المؤمن عن عقيدته الزيدية إلى العقدية الاثنى عشرية وبدأوا الآن تحصل الفتن العظيمة التي تحصل الآن في اليمن بسبب تشيع الحوثيين ، والمشكلة أن علي عبد الله صالح حضر العفريت ولم يتمكن من صرفه ، فهو أراد أن يستعين بتنظيم الشباب المؤمن أو عمل هذا التنظيم لكي يواجه الإخوان المسلمين فتغول واستأسد وتوحش وانتهى الأمر إلى ما نراه من هذه الفتن هناك في اليمن .
نيجريا للاسف الشديد لم تسلم من فتنة الرافضة وكان آية الله إبراهيم الزكزكي يقود المواجهات المسلحة مع الحكومة النيجيرية في شمال نيجيريا بواسطة ميلشيات حزب الله النيجيرية .
الحقيقة باقي الكلام في أساليب الرافضة في التغلغل والانتشار ورصد التمدد الشيعي في مصر وأساليبه ثم ذكر ما ينبغي أن نتلزم به لمواجهة هذا المد .
وكي لا أتعدى وأجور على وقت المشايخ الأفاضل نكتفي بهذا القدر ونحاول إن شاء الله في فرصة أخرى أن نكمل الحديث في هذا الموضوع ، ولكن الذي أريد أن أنبه له أن الوقاية خير من العلاج ، وسرطان التشيع ولله الحمد حتى الآن في مصر لم يتوحش ولم يتغول كما توغل غيره من السرطانات ، فبالتالي الواقية خير من العلاج واليقظة خير من النوم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مقدم الندوة فضيلة الشيخ / شريف الهواري
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم :
سمعنا أيها الأحبة أن مصر مستهدفة من الشيعة والروافض وسمعتم عن تلك القناطر التي أعدوها لينفذوا منها إلى قلب مصر لأهميتها ولعظيم دورها في حماية منهج أهل السنة والجماعة .
بقيت كلمة في سطر واحد وهي أمانة تلقى على عواتقكم أيها الأحبة أنتم أمر الأمة بإذن الله تبارك وتعالى بعد الله عز وجل في نشر عقيدة أهل السنة والجماعة في تحصين المسلمين في كل الثغور في القرى والنجوع والمدن وفي كل مكان وفي البيوت والطرقات والأسواق والمدارس والجامعات وفي الشركات والمصانع وفي كل مكان ، الناس يحتاجون إلى من يبين عقيدة أهل السنة والجماعة كتحصين للمسلمين في بلدنا هذه وفي كل مكان .
وندعوا الله تبارك وتعالى أن توفقوا لهذه المهمة الطيبة والمباركة والتي هي عبودية لله تبارك وتعالى
والآن مع كلمة الشيخ المربي الفاضل فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد فريد حفظه الله يحدثنا عن ترجمة سريعة لأمنا رضي الله عنها وأرضاها يعرفنا من خلالها على مكانتها ، على شرفها ، على فضلها ، على علمها ، على خوفها ، على ورعها إن تيسر الوقت ، عن حب نبينا صلى الله عليه وسلم لها لتتعرفوا على أمكم حتى تحسنوا الذب عنها كما بين شيخنا بارك الله فيه فليتفضل فضيلة الشيخ أحمد فريد جزاه الله خيراً .
فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد فريد
الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل وتجاوز لهم عن الكثير من الذلل وأفاض عليهم النعمة وكتب علي نفسه الرحمة ، وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه ، دعا عباده إلى دار السلام فعمهم بالدعوة حجة منه عليهم وعدلاً ، وخص بالهداية والتوفيق من شاء نعمة ومنة وفضلاً . فهذا عدله وحكمته وهو العزيز الحكيم وهذا فضله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهاده عبده وابن عبده وابن أمته ومن لا غنى به طرفة عين عن فضله ورحمته ولا مطمع له في الفوز بالجنة والنجاة من النار إلا بعفوه ومغفرته
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله أرسله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين ومحجة للسالكين وحجة على العباد أجمعين ، وقد ترك أمته على الواضحة الغراء المحجة البيضاء ، وسلك أصحابه وأتباعه على أثره إلى جنات الناعم ، وعدل الراغبون عن هديه إلى صراط الجحيم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم .
فصلى الله وملائكته وجميع عباده المؤمنين عليه كما وحد الله عز وجل وعرفنا به ودعا إليه وسلم تسليماً .
ثم أما بعد ،،،
فبعيداً عن الشيعة الروافض الخبثاء نعيش هذه الفقرة مع أمنا عائشة رضي الله عنها بحيث نخرج من هذا اللقاء الطيب المبارك ونحن فعلاً نحن أمنا عائشة رضي الله عنها من قلوبنا ، فما كان الله عز وجل يرزق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هذا الحب لعائشة رضي الله عنها إلا وهي طيبة رضي الله عنه وإلا وهي قانتة خاشعة ، فهي الصديقة بنت الصديق الحبيب بنت الحبيب العتيقة بنت العتيق المبرأة من فوق سبع سماوات رضي الله عنها .
قال القحطاني في نونيته :
أكرم بعائشة الرضا من حرة بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقاً بلا إدهان
ولا شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم أطيب الطيبين فلا بد أن تكون عائشة كذلك أطيب الطيبات ، لأن الله عز وجل يقول

{ الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ، والخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات }

فكانت عائشة أحب الناس على الإطلاق إلى قلب نبينا صلى الله عليه وسلم قال : أي الناس أحب أليك وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمره في غزوة ذات السلاسل فظن عمر بن العاص أنه أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أي الناس أحب إليك قال :

( عائشة ) والنبي صلى الله عليه وسلم صادق ولعله كان يقصد الرجال ، ولكن السؤال نفسه يتسع الرجال والنساء فقال :

(عائشة ) يدل على أن أحب الناس إطلاقاً إلى قلبه عائشة رضي الله عنه ، قال : فمن الرجال ؟ قال :

( أبوها ) ثم قال : ثم من ؟ قال : ( عمر ) فقال عمر بن العاص : فسكت خشية أن يجعلني في آخرهم .
قال الحافظ الذهبي : " وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض وما كان صلى الله عليه وسلم لا يحب إلا طيباً وقد قال :

( لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن إخوة الإسلام أفضل )

فأحب أفضل رجل من أمته وهو الصديق رضي الله عنه وأفضل امرأة من أمته فمن أبغض أخي رسول الله صلى الله علي وسلم فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله .
يقول : وحبه صلى الله عليه وسلم لعائشة كان أمراً مستفيضاً ، ألا ترون كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقرباً إلى مرضاته صلى الله عليه وسلم .
نال رجل من عائشة رضي الله عنها أمام عمار بن ياسر فقال : اغرب مقبوحاً منبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله
فنحن نقول لكل من يؤذي عائشة رضي الله عنها : اغرب مقبوحاً منبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان مسروق إذا حدث عن عائشة قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة من فوق سبع سماوات فلم أكذبها
قال أبو نعي في الحلية : ومنهم الصديقة بنت الصديق الحبيبة بنت الحبيب العتيق بنت العتيق حبيبة الحبيب وأليفة القريب المبرأة من العيوب المعراة من ارتياب القلوب عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها .
سنذكر اسم عائشة رضي الله عنها :
فهي عائشة بنت الإمام الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب ابن لؤي القرشية التيمية المكية المدنية أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
أمها : أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكننية ،
كنيتها أم عبد الله ، وكنيت بابن أختها اسماء رضي الله عنها وهو عبد الله بن الزبير رضي الله عنها .
ميلادها :
قال الذهبي : عائشة رضي الله عنها ممن ولد في الإسلام وهي أصغر من فاطمة بثمان سنين وكانت تقول : " لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين " وذكرت أنها لحقت بمكة ساءساء الفيل شيخاً أعمى يستعطي
قال الذهبي : وكانت امرأة بيضاء جميلة ، ومن ثم يقال لها الحميراء .
فعائشة كانت كاملة الصفات من بيت شرف ونسب وكانت جميلة وكانت سخية كريمة وكانت طيبة طاهرة فكان فيها كل الصفات ولذلك أحبها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحب .
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " دخل الجيش المسجد دخل الحبش المسجد والحبشة يلعبون قال لي :

( يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ؟ ) فقالت : نعم ، فقام بالباب صلى الله عليه وسلم وجئتهم فوضعت ذقني على عاقته فأسندت وجهي إلى خده صلى الله عليه وسلم ، قالت : ومن قولهم يومئذ : أبا القاسم طيباً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حسبك ) قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجل فقام لي ثم قال لي : ( حسبك ) ، فقلت لا تعجل يا رسول الله ، قالت وما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ الناس مقامه لي ومكاني منه .
فكانت أيضاً في منتهى الذكاء
وفيه أيضاً رد على من زعم أن وصفها بالحميراء لم يرد بإسناد صحيح .
فهذا الحديث في الفتح إسناده صحيح .
فضائل عائشة رضي الله عنها :
نتكلم عن حب النبي صلى الله عليه وسلم لها :
قال الذهبي : وحبه صلى الله عليه وسلم لعائشة كان أمراً مستفيضاً ألا ترون أنهم كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقرباً إلى مرضاته .
عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة . فقالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيثما دار ، قالت : فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : فأعرض عني ، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال : ( يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ) فكان لعائشة وضع خاص مع النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا زاجر وواضعظ للشيعة الروافض الذين يتهمون المبرأة من فوق سبع سماوات بما برأها الله منه .
فإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تؤذيني في عائشة ) وهي تطلب منه أن يأمر الصحابة بأن يهدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيثما كان ، فكيف بهم قبحهم الله يرمونها بما برأها الله منه ، أليست هي عرض النبي صلى الله عليه وسلم وأحب نسائه إليه ؟ أليس في ذلك إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إن الروافض شر من وطأ الحصى من كل طائفة ومن إنسان
يستشهد أن الروافض أقبح من النصارى ومن اليهود .
قال الذهبي : وهذا الجواب منه دال على فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها ، وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها .
يعني أحياناً يكون الإنسان له سريرة مثلاً أو معاملة بينه وبين الله عز وجل فتجعل له محبة في القلوب كما قالوا في الإمام مالك لعل له سريرة ، يعني لم يكن كثير العبادة أو كان هناك من العلماء من هو أكثر عبادة منه وأوسع علماً منه مثل سفيان الثوري ولكن الإمام مالك يقولون النجم ، فهو كان يوقر حديث النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أراد أن يحدث يغتسل ويلبس ثوباً أبيضاً نظيفاً ويلبس طيلسان على رأسه ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ
يدع الجواب ولا يراجع هيبة والسائلون نواكس الأذقان
نور الوقار وعز سلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطان
يعني إذا كان الإنسان بينه وبين الله عز وجل سريرة تجعل له مكانه
فلعل عائشة كان له سريرة تجعل لها هذه المنزلة العظيمة عند النبي صلى الله عليه وسلم .
قال عروة عن أبيه : " ثم إنهم دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول : إن نساءك ينشدنك العدل في بنت إبي بكر فكلمته ، فقال : (يا بنية ألا تحبين ما أحب ألا تحبين ما أحب ؟ ) قالت : بلى ، فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن ذينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة رضي الله عنها وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة فهو يريد أن تنتصر لنفسها فهو يعطيها الإذن أن تدافع عن نفسها ، لينظر إلى عائشة هل تكلم ؟ قال فتكلمت عائشة ترد على ذينب حتى أسكتتها ، قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال : ( إنها ابنة أبي بكر ) .
عن هشام عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول : ( أين أنا غداً ) كان يستعجل يوم عائشة . فهم أحسوا بذلك فأذن له أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنه حرصاً على بيت عائشة . قالت عائشة : فلما كان يومي سكن .
ويكفيها شرعاً أن النبي صلى الله عليه سلم مات بين سحرها ونحرها
السحر : هي الرئة
يعني مات على صدرها صلى الله عليه وسلم .
وعن أبي قيس مولى عمر قال : بعثني عبد الله بن عمر إلى أم سلمة سلها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم فإن قالت لا فقل إن عائشة تخبر الناس أنها كان يقبل وهو صائم ، فقالت لعله أنه كانت لا يتمالك عنها حباً أما إياي فلا .
ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها :
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسيا امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )
قال الحافظ : وقوله فضل عائشة على الناس لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة يعني تأتي خديجة وفاطمة ومريم بنت عمران .
وقد أشار ابن حبان إلى أن أفضليتها التي يدل عليها الحديث وغيره مقيدة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم جمعاً بين هذا الحديث وبين حديث : (أفضل نساء الجنة خديجة وفاطمة ) وهناك خلاف في هل خديجة أفضل أم فاطمة ، فهنا جمع حسن : فخديجة أفضل من حيث أنها أول من آمنت وأنها واست النبي صلى الله عليه وسلم بنفسها ومالها وان جبريل لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قال له : أقرأ خديجة من ربها السلام ،
فأما عائشة فقال : هذا جبريل يقرأي السلام .
فكان السلام على خديجة من ربها ، أما السلام على عائشة فكان من جبريل .
وأيضاً لما قالت : قد أبدلك الله خيراً منها قال :

( والله ما أبدلني الله خيراً منها )
فخديجة أفضل من وجه وعائشة أفضل من سعة علمها ونفعها للأمة ، وكلهن من أمهاتنا ونحن نحب خديجة ونحب عائشة ونحن جميع أمهات المؤمنين .
عن أبي سلمة أن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما :

(يا عائش هذا جبريل يقرأي السلام ) فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى ، تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن هشام عن أبيه عن عائشة أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء ، فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد ابن الحضير جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر قط إلا وجعل الله لك منه مخرجاً وجعل فيه للمسلمين بركة .
فهذا الأمر المتأخر وهذا الخبيث عندما طعن فيها كان فيه بركة للمسلمين ونشر فضائل عائشة ومزيد ثواب عائشة رضي الله عنها ، كما قيل لها أن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر فقالت : ما تعجبون من هذا ؟ ناس انقطع عنهم العمل فأحب الله أن يدوم لهم الأجر .
فأيضاً هي أحب الله أن يدوم لها الأجر وأن تنتشر فضائلها وأن يتكلم الناس كلهم في شرفها وأن يزدادوا حباً لها .
عن الحكم قال : سمعت أبا وائل قال : لما بعث علي عمار والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال : إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها .
وسنتكلم عن خروج عائشة إلى واقعة الجمل لأن بعض الناس يطعن فيها من هذه الجهة ونبين أنها لم تخرج لقتال وإنما خرجت من أجل أن يجتمع المسلمون .
عن ابن أبي مليكة قال : استأذن ابن عباس على عائشة فلم يزل بها بنو أخيها قالت :أخاف أن يزكيني ـ يعني مدحها ـ فلما أذنت له قال : ما بينك وبين أن تلقي الأحبة إلا أن يفارق الروح الجسد ، كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا طيباً ، وفقدت قلادتك ليلة الأبواء فنزلت فيك آيات من القرآن فليس مسجد من مساجد المسلمين إلا يتلى فيه عذرك آناء الليل وآناء النهار
فقالت : دعني من تزكيتك يا ابن عباس .
عن عائشة أنها قالت : لقد أعطيت تسعاً ما أعطيكها امرأة بنت عمران :
لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني كما ورد في الصحيح أن جبريل أتى بصورة عائشة في سرقة من حرير للنبي صلى الله عليه وسلم في المنام وطبعاً رؤيا الأنبياء وحي ، فقال :

( إن يك هذا من عند الله يمضه ) فرآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكأن جبريل يشير له بالزواج منها .
ولقد تزوجني بكراً وما تزوج بكراً غيري
ولقد قبض صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجري
ولقد قبرته في بيتي
ولقد حفت الملائكة بيتي وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه
وإني لابنة خليفته وصديقه
وقد نزل عذري من السماء
ولقد خلقت طيبة عند طيب
ولقد وعدت مغفرة وأجراً عظيماً
فهذه خصائص عظيمة دون سائر أمهات المؤمنين .
عائشة رضي الله عنها كانت أعلم النساء بل لو جمع علم كل النساء ما وازى علم عائشة رضي الله عنها
قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
فكان عروة ابن الزبير يتعجب من علمها .
يقول : كان عروة يقول لعائشة يا أماه لا أعجب من فقهك أقول زوجة نبي الله صلى الله عليه وسلم وابنة أبي بكر ، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول ابنة أبي بكر ـ فهو كان يعرف النسب والتواريخ ـ ولكن أعجب من علمك بالطب أين هو أو ما هو ؟
قالت فضربت على منكبه وقالت : أي عري إن رسول الله صلى الله عليه سلم كان يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات وكنت أعلجها لها فمن ثم . فكان عندنا علم بالطب
قال عطاء ابن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة
وعن أبي موسى قال : ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً
قال الذهبي : روت عنه صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه وعن عمر ـ أي روت عن عمر ـ وفاطمة وسعد وحمزة ابن عمر الأسلمي وجزامة بنت وهب ، وكذلك مسند عائشة يبلغ ألفي ومائتي وعشرة 2210 اتفق لها البخاري ومسلم على 174 حديثاً وانفرد البخاري بـ 54 وانفرد مسلم بـ 69 .
عن مسروق قال : وقيل له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض .
طبعاً عائشة رضي الله عنها كانت تجمع إلى هذا العلم الطيب العبادة والطاعة لله تعالى عزوجل فكانت على عبادة كثيرة جداً ، وهي مكثت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنوات فهو تزوجها وبنى بها وعمرها تسع سنين ومات عنها وسنها ثماني عشرة سنة ، فمكثت تسع سنوات مع النبي صلى الله عليه وسلم .
فقصة الإفك كان عمر عائشة أربعة عشرة أو خمسة عشرة سنة .
عن القاسم ابن محمد ابن أبي بكر قال : كانت أم المؤمنين عائشة تصوم حتى تزلقها الصوم
وقال في هامش الحلية ونص النهاية أنها كانت تصوم في السفر حتى أزلقها الصوم أي جهدها وأذابها .
عن ابن المنكدر عن أم درة وهي امرأة كانت تغشى عائشة رضي الله عنها قالت : بعث إليها بمال في غرارتين قالت أراه ثمانين أو مائة ألف درهم فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجعلت تقسم بين الناس فأمست ما عندها من ذلك درهم فلما أمست قالت : يا جرية هلمي فطري فجائتها بخبز وزيت ، فقالت لها أم درة : أما استطعت مما خزنت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهم ؟ قالت : لا تعنفيني لو كنتي ذكرتيني لفعلت .
فأي نفس سخية وأي نفس طيبة التي تتذكر كل الناس وينسى نفسه
قال عبد الرحمن : وأهدي لها سلال من عنب فقسمته ورفعت الجارية سلة فلما كان الليل جاءت به الجارية فقالت عائشة رضي الله عنها قالت يا سيدتي أو يا أم المؤمنين رفعته لنأكله قالت عائشة : أفلا عنقوداً واحداً والله لا أكلت منه شيئاً .
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت بسبعين ألفاً وإنها لترقع جانب درعها .
وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عائشة كانت تصوم الدهر وورد بلفط كانت تسرد الصوم
هذه بعض مواعظ عائشة رضي الله عنها :
اغترت عائشة على خادمها فقالت : لله در التقوى ما ترك لذي غيظ شفاءاً
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : مكارم الأخلاق عشراً :
صدق الحديث
وصدق اليأس
وأداء الأمانة
وصلة الرحم
والمكافئة بالصنيع
وبذلك المعروف
والتذمم للجار
والتذمم للصحاب
وقرى الضيف
ورأسهم الحياء
وقالت رضي الله عنها : المغزل في يد المرأة مثل الرمح في يد الغازي في سبيل الله
وعن بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء فقالت : شجرة طيبة وماء طهور ، وسألتها عن الحفاف : فقالت لها : إن كان لو زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتك فتضعينها أحسن مما هنا فافعلي
أما خروج عائشة إلى الجمل وندامة عائشة رضي الله عنها إلى هذا الخروج :
قال شيخ الإسلام : فإن عائشة لم تقاتل ولم تخرج لقتال وإنما خرجت لقصد الإصلاح
يعني قالوا لها تخرجين فيجتمع الناس إذا رأوك فيتصالحون فخرجت من أجل الإصلاح بين المسلمين وظنت في خروجها مصلحة للمسلمين ، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبل خمارها . وكذا عامة السابقين ندموا عما دخلوا فيه من القتال فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعين ولم يكن يوم الجمل في هؤلاء قصد في القتال ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم ، لما تراسل علي وطلحة والزبير وقصدوا الاتفاق على المصلحة وأنهم إذا تمكنوا طلبوا قتلة عثمان أهل الفتنة ، وكان علي غير راض على قتل عثمان ولا معيناً عليه بل أرسل الحسن والحسين للدفاع عن عثمان ، وهو عثمان رضي الله عنه هو الذي منعهم وأمرهم ألا يدافعوا عنه وفدى الأمة بنفسه عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم .
يقول : ولا معيناً عليه كما كان يحلف ويقول والله ما قتلت عثمان ولا ملأت على قتله وهو الصادق البار في يمينه فخشي القتلة فحملوا على عسكر طلحة والزبير .
يعني قتلة عثمان خشوا إذا اجتمع هؤلاء أن يكون اجتماعهم فيه القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة فحملوا على عسكر طلحة والزبير فظن طلحة والزبير أن علياً حمل عليهم فحملوا دفاعاً عن أنفسهم .
فوقع الشر ووقع القتال بغير اختيارهم .
يقول : فظن علي أنهم حملوا عليه فحمل دفعاً عن نفسه فوقعت الفتنة بغير اختيارهم وعائشة رضي الله عنها راكبة على الجمل لا قاتلت ولا أمرت بقتال
هكذا ذكره غير واحد من أهل المعرفة بالأخبار .
قال الذهبي : ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورها يوم الجمل وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ
فعن عمارة بن عمير عن من سمع عائشة إذا قرأت { وقرن في بيوتكن } بكت حتى تبل خمارها .
قال أحمد في مسنده : حدثنا يحيى القطان عن إسماعيل قال : حدثنا قيس قال : لما أقبلت عائشة فلما بلغت مياة عامر ليلاً نبحت الكلام قالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت : ما أظنني إلا راجعة . قال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك الناس فيصلح الله ذات بينهم . فهذا ما دفع عائشة رضي الله عنها للخروج .
قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم ( كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ) قال الذهبي : إسناده صحيح .
وعن عائشة : كانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها فقالت : إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثاً ادفنوني مع أزواجه فدفنت في البقيع رضي الله عنها .
قال الذهبي تعني بالحدث مسيرها إلى الجمل فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير كما اجتهد طلحة ابن عبيد الله والزبير ابن العوم وجماعة من الكبار
قال القحطاني في نونيته :
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كل ما تحوي صدورهموا من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا إلى عثمان فاجتمعوا على العصيان
وفاتها رضي الله عنها :
عن سالم سبلان أنها ماتت في الليلة السابعة عشر من شهر رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها فاجتمع الأنصار وحضروا فلم يرى ليلة أكثر ناساً منها نزل أهل العوالي فدفنت بالبقيع .
وقال هشام ابن عروة وأحمد بن حنبل وشباب وغيرهم توفيت سنة سبع وخمسين وكان سنها ثلاثة وستون وعدة أشهر
قال أبو عبيدة معمر بن مثنى والواقدي سنة ثماني وخمسين .
فبعضهم يقول سبعة وخمسين وبعضهم يقول ثماني وخمسون
فرضي الله عنها وأرضها وجعل الجنة مثواها وقد فعل عز وجل وهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة كما كانت أحب نسائه في الدنيا.
نسأل الله أن يجمعنا مع أمنا عائشة وسائر أمهات المؤمنين ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً
اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكن
وصلى الله عليه وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .