بنت الدعوة الإدارة
المهنة : الجنس : علم الدولة : العمر : 23 تاريخ التسجيل : 06/08/2010 عدد المساهمات : 164 نقاط : 290
| موضوع: فضل سورة البقرة الخميس أكتوبر 21, 2010 1:26 am | |
| أيّها المسلمون: إن القرآن هو حبل الله المتين ونوره المبين وصراطه المستقيم، فيه نبأ ما قبلكم وما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، ومن تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله.
فالسعيد في الدارين من اتبع هداه وأخلص دينه لله، والشقي من أعرض عن ذكره فكفر بمولاه، واتخذ إلهه هواه.
أيها المسلمون: لقد مَنّ الله علينا إذ أرسل فينا نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم -، وزاد فضله وخيره - سبحانه - إذ أنزل الكتاب ليفتح به أعينًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، ويهدي به من الظلمات إلى النور، وجعل الله كتابه شفاءً للأمراض ولوساوس الصدور، وجعله شفاعة لأصحابه يوم القيامة وقبل النشور،
وأخبر ربّ العباد أنه شفاء من كل داء: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاء)، وفضائل القرآن لا تحويها خطب الخطباء، ولا تسعها بلاغة الأدباء، حاول المشركون أن يطمسوا نور الله بأفواههم فطمسهم نور الله بضيائه، فيقول كبيرهم وسيدهم – رغما عن أنفه-: سمعت منه كلاماً ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وان أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه.
أنزل الله القرآن لسعادة النفس وطمأنينتها، ولم ينـزله لشقائها: (طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) أنزله الله لتهتدي نفس الإنسان، قال - سبحانه -: (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً * وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً) وافترق الناس في اتباع هذا القرآن فمنهم من آمن به وصدق بما فيه وعمل به، ومنهم من كفر به وكذب ما فيه وجحد.
المؤمنون آمنوا به فكان لهم شفاءً، قال - سبحانه -: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، والكافرون كفروا به، وقالوا: (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)، فكان عليهم شقاء.
أيها المسلمون: لنا وقفة مع سورة عظيمة، فيها لفتات وعظات، وتذكير بآيات، سورة مدنيه نزلت على فؤاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحركت قلبه، وربطت جأشه، سورة فيه خيري الدنيا والآخرة شفاء ودواء لكل مصاب أصيب بالسحر أو بالمس أو بالعين أو بالقلق أو بالاكتئاب إلى من لم يوفق في هذه الحياة إلى من أراد السعادة في دنياه، إلى من أصابه الملل والسأم في حياته، إلى من تكالبت عليه الهموم والأحزان، إلى من توالت عليه المصائب، إلى من فقد غاليا، إلى كل مريض يبحث عن الدواء، إلى من حرم الذرية، إلى كل امرأة لا يستمر حملها، إلى من أراد السعادة والخير، إلى من أراد البركة في جميع شؤونه، إليك هذا العلاج:
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اقرؤا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) والبطلة: هم السحرة.
أيها المسلمون: لنتأمل هذا الحديث الذي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه بقراءة سورة البقرة وبين لنا فوائد هذه القراءة بقوله: (فإن أخذها بركة) وأن البركة ستكون من نصيب قارئ هذه السورة، ثم ذكر لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ترك قراءة هذه السورة حسرة وتأمل كلمة حسرة أي ندامة ولكن على ماذا إنها على تلك البركة والخير والأجر الذي فات كل من لم يقرأ هذه السورة، ثم بين أنها لا تستطيعها البطلة، أي السحرة.
فهذه السورة بفضل الله تكون حامية لقارئها من السحر والمس والعين ومن كان به شيء من ذلك فإنه إذا واصل على قراءة هذه السورة فإن الشياطين لا تستطيع أن تقاوم مع هذه القراءة فتضعف وتستسلم، فيزول ما كانت تحرسه ويبطل ما كانت تعمله.
تأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تستطيعها البطلة)، فيا من تعبت في هذه الحياة أتاك الدواء والخلاص من عند من لم ينطق عن الهوى، من عند أصدق البشر، في ساعة أو أقل تستطيع أن تقرأ هذه السورة يوميا، فاحرص على ذلك إلى أن يزول ما بك. ومن فضائلها: ما نقل القرطبي وغيره أن فيها ألف أمر.. وفيها ألف نهي.. وفيها ألف خبر.
سورة البقرة.. لا تقرأ في بيت إلا ذهب منه الشيطان، وطرد ودحر.
وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي أمامة عند مسلم وغيره: "اقرؤوا الزهراوين.. سورة البقرة وآل عمران.. فإنهما تأتيان كغمامتين أو غيايتين أو كفرقان من طير صواف تظلان صاحبهما يوم القيامة" أخرجه مسلم وأحمد.
ولقد كان الرجل من الصحابة كما قال أنس - رضي الله عنه -.. إذا حفظ سورة البقرة أصبح سيدا عظيما مقدما إماما، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يستعرض أصحابه في سرية، ويريد أن يؤمر عليهم أميرا فيسألهم: "أيكم أكثر أخذا من القرآن"؟ فقال له رجل: أنا أحفظ سورة البقرة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أتحفظ سورة البقرة"؟ قال: أي والله يا رسول الله، قال: "اذهب.. أنت أميرهم".
وفي الترمذي بسند حسن عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان" أخرجه مسلم وأحمد والترمذي. ووجد بعض الصالحين أذى من الجن في بيته... فأوصاه العلماء بتلاوة سورة البقرة، فلما قرأها ذهبوا بإذنه - سبحانه وتعالى -.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة" رواه مسلم والنسائي والترمذي.
وعن ابن مسعود رضي الله – تعالى عنه- قال: (إن لكل شيء سناما، وسنام القرآن البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة خرج من البيت الذي تقرأ فيه وله ضراط). وعن معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم من تحت العرش فوصلت بها" رواه أحمد.
ومن فضائلها: * فضل آية الكرسي: فعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم). فضرب في صدري وقال: (والله ليهنك العلم يا أبا المنذر) رواه مسلم.
وعن أبي أمامة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) أخرجه النسائي. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث: في البقرة، و آل عمران، و طه» أخرجه ابن ماجة وصححه الألباني.
قال أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن راوٍ من التابعين-: " فالتمست في البقرة، فإذا هو في آية الكرسي: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، و في آل عمران فاتحتها: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، و في طه: و عنت الوجوه للحي القيوم. قال الألباني: وهذا إسناد حسن.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ... قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا. قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ.
فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ»؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: «مَا هِيَ»؟ قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ -وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: « أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»؟ قَالَ: لَا. قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ» [أخرجه البخاري].
أيها المسلمون: إن هذه السورة فضلها عظيم وثوابها جسيم. ويقال لها: فسطاط القرآن وذلك لعظمها وبهائها، وكثرة أحكامها ومواعظها. وتعلمها عمر - رضي الله عنه - بفقهها وما تحتوي عليه في اثنتي عشرة سنة، وابنه عبد الله في ثماني سنين.
وقد ورد في فضل الآيتين الأخيرتين منها ما جاء: في صحيح مسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينا جبريل قاعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه؛ فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن - صلى الله عليه وسلم - تقرأ بحرف منها إلا أوتيته.
وفي الصحيحين عن أبي مسعود عقبة بن عمرو عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه).
| |
|
ابن الإسلام نائب المدير العام
المهنة : الجنس : علم الدولة : تاريخ التسجيل : 16/11/2010 عدد المساهمات : 234 نقاط : 403
| موضوع: رد: فضل سورة البقرة الأحد ديسمبر 12, 2010 8:19 pm | |
| | |
|
فارس الإسلام (..اللهم اجعلني مباركـ، أينما كنت..)
المهنة : الجنس : علم الدولة : العمر : 26 تاريخ التسجيل : 06/08/2010 عدد المساهمات : 467 نقاط : 749
| موضوع: رد: فضل سورة البقرة الأربعاء يناير 19, 2011 7:19 pm | |
| جزاكم الله خيرا نفع الله بكم وجزيتم الجنة
| |
|
بنت الاسلام عضو نشيط
المهنة : الجنس : علم الدولة : العمر : 25 تاريخ التسجيل : 07/04/2011 عدد المساهمات : 130 نقاط : 130
| موضوع: رد: فضل سورة البقرة الإثنين أبريل 11, 2011 11:24 pm | |
| | |
|